الرجل أو المرأة .. من يتجسس على من؟

أي ابتسامة يبتسمها الزوج منفردا، أو اتصال تليفوني قد يشعل نار الزوجة، وتزداد غيرتها وشكوكها، وكذلك بالنسبة للزوج. هل خصوصية العلاقة الزوجية تقبل ممارسة أحد الطرفين التجسس على الطرف الآخر؟، وهل مراقبة الزوج لزوجته أو الزوجة لزوجها تطفىء نار الشك والغيرة؟، وهل أسلوب المراقبة من قبل الزوجة لزوجها لا تمنع خيانته إذا كانت هناك نية لديه؟، وهل تضمن الزوجة ولاء زوجها وعدم قيامه بعمل علاقة مع غيرها إن «ضبطته متلبساً» بجرم الخيانة؟، وهل طبيعة المجتمع الشرقي المحافظ يسمح بمثل هذه التصرفات والسلوكات من الانتشار والاستفحال؟!.

داء الفضول والاهتمام المتزايد بالتجسس بين الأزواج من الجنسين، وخصوصا النساء، جعل بعض الزوجات يقمن باستئجار مراقب بسيارته وبراتب شهري ليتبع زوجها أينما ذهب مهما كلفها ذلك من أموال. وعمدت بعض الدول وخاصة الغربية بالسماح بفتح مراكز متخصصة في تجسس الأزواج على بعضهم البعض.

المراقبة لا تمنع الخيانة

بعض النساء يداومن على مراقبة هواتف أزواجهن المحمولة لمعرفة من يتصل بهم، ومن يرسل لهم رسائل.. حسب قول هناء البرغوثي. ويتناسين ان الزوج إذا ما نوى الخيانة فسيفعلها سواء بمراقبة أو من دون مراقبة. وتضيف: الجاسوس سواء الزوج أم الزوجة لا يمكن أن يعيش حياة سعيدة لأنه يشعر دائما بأن شريكه لا يخبره بالحقائق، وأنه يخفي عنه أشياء كثيرة.

ويؤكد معتز المعاني ان الزوج لو أراد ان يخون زوجته فلن تمنعه مراقبة ولا تجسس، وكذلك الزوجة، لذا لا بد من وجود الوازع الديني لدى الزوجين؛ حتى يقيهما اثم ارتكاب معصية الخيانة، ولا بد من وجود الثقة والمحبة بينهما؛ حتى تستقر أمور حياتهما.

نزوات عابرة

ويوضح وسام الشوبكي أنه قد تحدث أحيانا بعض «الهفوات» في حياة بعض الأزواج لا تكون ذات وقع كبير في حياتهم وهي عبارة عن نزوات عابرة تمر مرور السحاب ولا تكون ذات تأثير يذكر في الحياة الزوجية. ويعترف وسام بأنه بعد حوالي ست سنوات على زواجه تعرض لواحدة من هذه النزوات استمرت شهرين لكنها لم تؤثر على حياته الزوجية لوجود التفاهم والثقة بينه وبين زوجته. وزاد: لقد راجعت نفسي ووجدت بأن هذا خطأ وقد يزداد ويستفحل، فارتأيت ان أعود أدراجي الى زوجتي وأسرتي وبكل محبة وروح جديدة.

سبب للطلاق

وتلقي منيرة صوالحة باللوم على كلا الزوجين، وتقول: يجب على الزوجين ان يتجاوزا كل ما قد يعكر صفو حياتهما، وان لا يترك أحدهما للآخر أي مجال للشك فيه أو الطعن في ثقته به. وتضيف: وجود عيب أو نقص لدى الزوجة أو اصابتها بداء الفضول أو الشك الشديد قد يسبب حدوث الطلاق وتفكك الأسرة.

وتتساءل رزان النعيمي: ماذا يفيد الزوجة إذا اكتشفت خيانة زوجها لها.. فمن الممكن أن تؤدي عملية تجسس الزوجة على زوجها الى نتائج مدمرة تدمر حياتها وأسرتها وربما مستقبلها، وقد تؤدي للطلاق. وتزيد: أنا أنصح الزوجة ان تزرع بذور الثقة في حياة زوجها حتى تستقر حياتها وتحافظ على ديمومة أسرتها.

غيرة مرضية

يقول عماد القدومي: لا يمكن أن تستقيم حياة زوجية بهذا الشكل أبدا.. أحد الزوجين يتجسس على الآخر، أو كلاهما يتجسسان على بعضهما البعض. ويزيد: أستغرب من قيام الشريك بمراقبة شريك حياته والتنصت عليه، فأين المودة والسُكنى؟، وأين الثقة والحب؟، هذا التصرف اسميه غيرة مرضية ولابد من علاجها.

وتثني بثينة صلاح على كلام عماد، وتضيف: نعم، هذه غيرة مرضية، فقد تشك الزوجة بزوجها لسبب معين وتراقبه، وقد تنشغل عن حياتها العملية والمنزلية وتخسر من المادة الكثير، وفي النهاية قد لا يكون لهذا الشك أي أساس من الصحة، وتكون بذلك قد عملت على إضعاف الثقة وتذبذب العلاقة بينها وبين زوجها إذا اكتشف قيامها بالتجسس عليه.

مرض نفسي

الأخصائي والمستشار النفسي عمر المسلمي قال: إن مشكلة عدم الثقة بين الزوجين تولد هذه التصرفات من مراقبة أو تجسس، حيث سرعان ما يتولد لدى الشريك الشعور بالخيانة من مجرد تصرف أو هفوة بسيطة من قبل الطرف الآخر، وهذه في اعتقادي مشكلة في غاية الخطورة لأنها قد تدمر حياتهما وحياة أسرتهما وبالتالي فأنا أعد هذه التصرفات مرضا نفسيا إذا زادت عن حدها. مبيناً ان التجسس يكون غالبا من طرف المرأة التي يتولد لديها مزيج من انفعالات الغضب والشك وحب معرفة الحقيقة مهما كلف ذلك، وهذا يجعلها عرضة للتقلبات النفسية الخطيرة التي قد تؤدي بها الى الانهيار والاكتئاب.

ويضيف: إذا كان شك هذه الزوجة من خيانة زوجها في غير محله واكتشف الزوج تجسس زوجته عليه فستنقلب الموازين ويصبح الزوج هو صاحب الحق في معاقبة زوجته، وأتمنى في هذه الحال على الزوج أن يتصرف بحكمه حيال مشاعره وأن يأخذ بعين الاعتبار أن الحب والخوف عليه وعلى تفكك الأسرة هو من أوصل هذه الزوجة الى ما حدث. كما يجب على الزوجة ان تراعي مشاعر زوجها والا تتعمد إثارة انفعالاته حتى تنتهي هذه المشكلة.

النساء أكثر تجسساً

وأخيرا فقد كشف استطلاع للرأي في بريطانيا أن معظم النساء يتجسسن على أزواجهن باستخدام أجهزة متطورة ومبتكرة للتنصت والتصوير والتسجيل، وكل ما يتطلبه عالم التجسس من أعمال خفية؛ ما شجع البعض على إنشاء مراكز لتجسس الزوجات على الأزواج هدفه مساعدة الزوجة على معرفة خط سير الزوج اليومي.

أثبت الاستطلاع الذي شمل 200 زوجة أن 100% من الزوجات يبحثن في تليفونات أزواجهن حتى وإن كن لا يشككن فيهم، وأقرت 5% من العينة أنهن بحثن عن أشخاص مأجورين لمراقبة الزوج، وأوضحت 75% منهن أنهن لا يراقبن أبناءهن المراهقين مثلما يراقبن الزوج، واعتقدت 5% منهن أن الأسلوب الأمثل للوصول لسر الرجل هو الحوار والاستدراج بالحديث، بينما أكدت 15% أنهن يجدن الطريقة المثلى لكشف غموض الزوج بمتابعة تليفونه المحمول والكمبيوتر.

جاءت هذه النتائج خلال استطلاع للرأي نشرته جريدة الاندبندنت البريطانية تبين منه أن ثلاثا من كل أربع نساء على استعداد للتجسس على الزوج في حال الشك في سلوكه.
التاريخ : 14-07-2012

» الرجل الذي تعشقه المرأة بجنون
» المرأة المغرورة .. هل تصلح للزواج؟
» الخلافات العائلية .. المرأة تنتصر دائما
» بالصور :الرجل الأضخم في فلسطين ..ينام على ظهره ويبكي بصمت !
» هذا الرجل الذي يجهلة الكثيرون عندما توفي فرحت كل أوروبا بموته !