وفي الخامس عشر من آذار، العام 1979م؛ استشهدت رابعة الشلالدة،ومعها أستشهد نصر عناني
في بلدة حلحول، إثر مظاهرة احتجاجية، على زيارة الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
أسرار الأرض في آذار
لآذار وقع خاص، جميل ومؤلم وموجع في آن، تعبر عنه نساء الأرض، من خلال إيقاع خاص بهن. يتجسد هذا الإيقاع من خلال فعاليات سياسية حيناً، وفعاليات ثقافية حيناً، ومظاهرات بركانية دموية أحياناً. ولآذار ذكرياته: نذكر في آذار، نساء عمَّدن نضالهن بالدم، من كل أنحاء العالم: نساء ناضلن من أجل حقوق العاملات في نيويورك، ونساء ناضلن من أجل حرية الشعب في فلسطين: خديجة شواهنة، ودلال المغربي
، ورابعة شلالدة، وراشيل كوري، وغيرهن ممن لم تعرف أسماؤهن، من نساء العالم.
وتدهشنا أساليب نضال النساء المتنوعة والمتعددة، لنيل حقوقهن وحريتهن، فمن نضال مطلبي حقوقي، إلى نضال سياسي جماهيري، إلى نضال عسكري:
في آذار، وفي العام 1911م، سارت أول مظاهرة نسائية عارمة، نظمتها عاملات النسيج في أمريكا، إثر وفاة 140 عاملة، بسبب شروط العمل اللا إنسانية. ومنذ الثامن من آذار، من العام 1914م؛ وبعد الاعتراف الدولي بهذا اليوم؛ دأبت النساء على الاحتفال بإنجازاتهن النسوية، بأشكال مختلفة، في كل عام.
وفي الثامن والعشرين من آذار، العام 1921م؛ تظاهرت نساء فلسطين، جنباً إلى جنب مع الرجل، هاتفات بسقوط بلفور، وتصريحه، وحكومته، وأعلنَّ عن رفضهن للانتداب البريطاني، والأطماع الصهيونية في فلسطين، وتعرضن لرصاص البريطانيين. وفي الثلاثين من آذار، العام 1976م؛ استشهدت خديجة شواهنة، من سخنين، إثر هبة جماهيرية عارمة، في الجليل الأعلى، للدفاع عن الأرض الفلسطينية، بسبب مصادرة الأراضي، وانتزاعها من أصحابها. وفي الحادي عشر من آذار، العام 1978م؛ استشهدت دلال المغربي، إثر عملية عسكرية شمال تل أبيب، وبعد اشتباك مسلح، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الخامس عشر من آذار، العام 1979م؛ استشهدت رابعة الشلالدة، من قرية سعير، في بلدة حلحول، إثر مظاهرة احتجاجية، على زيارة الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل.
وفي الخامس والعشرين من آذار، العام 2003؛ استشهدت راشيل كوري، من حركة التضامن العالمية، أثناء وقوفها في وجه الجرافة الإسرائيلية، لمنعها من هدم بيت في رفح.وحين احتضنت الأرض أجساد النساء، اللواتي ناضلن من أجل تحررها؛ احتضنت فعل النساء، وعملهن الدؤوب، من أجل تحقيق سلام عادل، ومن أجل أن تعشن في عالم خال من العنف، ومن التمييز، ومن كافة أشكال الاستلاب الإنساني.
في المظاهرة الجماهيرية الحاشدة، التي نظمتها الحركة النسوية الفلسطينية هذا العام؛ التقطت المرأة خيط التنوع، فسارت بشعاراتها السياسية والحقوقية المتفق عليها، تحت مظلة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية؛ الأمر الذي أكسب المسيرة ثقلاً، فاق السنوات السابقة بمراحل.
أصرت النساء أن تعلين صوتهن، وتثبتن وجودهن، وترسلن رسائل واضحة، إلى السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية. رسائل تنادي بالحفاظ على إنجازات النساء، والإضافة إلى هذه الإنجازات، بما يتناسب مع عطاء النساء وقدراتهن، وبما يتناسب مع حجم التحديات، التي تفرضها المرحلة السياسية الحرجة، التي تمر بها القضية الفلسطينية.
رسالة إلى السلطة التنفيذية: نلتف حول الإنجاز الديمقراطي، ونريد أن نتابع مسيرة الديمقراطية الحرة، والشفافة. وأن نمارس الديمقراطية، التي تقتضي مشاركة النساء بشكل أوسع، حتى نستطيع أن نمارس الحرية.
رسالة إلى السلطة التشريعية: لن نكتفي بالكلام العائم، نريد تشريعات تنتصر للنساء، وتنصفهن، وتتلاءم مع وجودهن الفاعل في الحياة السياسية. نريد ترجمة نشريعية لما ورد في إعلان الاستقلال العام 1988م، ولما ورد في القانون الأساسي المعدل للعام 2003، في تجسيد مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، في حقوق المواطنة، وفي كل مناحي الحياة.
رسالة إلى السلطة القضائية: ننتظر سيادة القانون، وننتظر تجسيد المبدأ القانوني: لا سلطة فوق سلطة القانون. ونطالب بمتابعة ملفات الفساد المقتوحة، ومتابعة قضايا حقوق المواطنين، نساء ورجالاً.
***** على أبواب مقر المقاطعة، حيث يتم الاحتفال بالمناسبة، منذ أعوام؛ كان القرنفل في استقبال النساء القادمات من محافظات الوطن. لم يطغ اللون الواحد في يوم الاحتفال، الذي صادف يوم 7 آذار، يوم الديمقراطية الفلسطيني. اختارت النساء ما شئن من ألوان القرنفل: الأحمر أو الأبيض أو الأبيض الموشح بالأحمر. اخترن الحياة بتعاقب فصولها، وبتنوع طبيعتها، وتعدد مساربها