أسرار الاعجاز العلمي في القرآن الكريم .. والسماء ذات الرجع
كاتب الموضوع
رسالة
عمار عضو برونزى
عدد المساهمات : 156 التقييم : 2 تاريخ التسجيل : 20/07/2012
موضوع: أسرار الاعجاز العلمي في القرآن الكريم .. والسماء ذات الرجع الأربعاء يوليو 25, 2012 12:58 pm
أقسم الله بالسماء في موضع آخر من القران الكريم حيث يقول تعالى في الآية الحادية عشرة من سورة الطارق «والسماء ذات الرجع «، ومما لا شك فيه أن لهذه الآية الكريمة معان كبيرة لكي يقسم الله تعالى في كتابه العظيم «القران». يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية الكريمة: (قال ابن عباس: الرجع المطر، وعنه : هو السحاب فيه المطر، وعنه (والسماء ذات الرجع) تمطر ثم تمطر، وقال قتادة : ترجع رزق العباد كل عام ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم، وقال ابن زيد: ترجع نجومها وشمسها وقمرها يأتين من ههنا). أما الشيخ الصابوني فيقول رحمه الله في تفسيره: (والسماء ذات الرجع أي اقسم بالسماء ذات المطر، الذي يرجع على العباد حينا بعد حين قال ابن عباس: الرجع المطر ولولاه لهلك الناس وهلكت مواشيهم).
نستدل من تفسير هذه الآية الكريمة إلى أن معنى الرجع هو المطر الذي يرجع إلى سطح الأرض بعد أن كان في السماء بفعل تبخر المياه وتحولها إلى غيوم لتسقط بعد ذلك أو ترجع إلى الأرض، لكن مع تطور العلم الحديث وزيادة مفاهيمنا العلمية وتصوراتنا الدقيقة عن الكون فلا أجد حرجا من إضافة معان أخرى أكثر دقة لهذه الآية دون الخروج عن المعنى الحقيقي لهذه الآية، خاصة وان الله تعالى قد عبر عن المطر بالرجع وليس بالمطر، فعملية الرجع تتم على الأرض في مظاهر أخرى غير المطر مثل رجع الموجات الصوتية والرجع الحراري والرجع الغازي ورجع المياه (المطر) وغيرها، كما أن معنى الرجع في اللغة أوسع من المطر، فقد جاء في اللغة أن : رجع - رجوعا ومرجعا ومرجعة ورجعى ورجعانا أي انصرف وعاد، أو صرفه ورده، ويقال عوده على بدئه، أي رجع في الطريق الذي جاء منه، والرجع جمع رجاع ورجعان المطر بعد المطر، ورجع الصدى: ما يرده عليك المكان الخالي إذا صوت فيه.
ومن نعم الله عز وجل أن خلق للأرض غلافا غازيا يحيط بها من كل جانب، يبلغ سمك الغلاف الغازي الأرضي حوالي 35 ألف كيلو متر، ويتوازن الهواء حول الأرض بفعل الجاذبية، إذ إن قوة الجاذبية تعمل على سحب الهواء نحو الأرض لتمنعه من التسرب نحو الفضاء ولولا هذه الجاذبية لما وجد الغلاف الغازي حول الأرض ولاستحالت الحياة عليها فسبحان الله.
ومن المعروف أن الماء يغطي حوالي 71 % من سطح الكرة الأرضية، ونتيجة لأشعة الشمس يتبخر حوالي 380 ألف كيلو متر مكعب من المياه سنويا الذي يبقى على شكل بخار في طبقة التروبوسفير حتى يتكاثف بسبب البرودة ليعود إلى سطح الأرض على شكل مطر أو برد أو ثلج بحسب درجة الحرارة السائدة في الجو. هذه العملية تسمى «دورة المياه في الطبيعة « ولولاها لاستحالت الحياة بكافة أشكالها على الأرض، فهي تزود اليابسة والمناطق الزراعية البعيدة عن مصادر الماء بالمياه ولولا هذه العملية لما نبت الزرع ولاختفت ينابيع الماء، كما وتعمل على تنقية المياه من الشوائب وغسل الهواء في الجو.
ومعروف ايضا أن طبقة التروبوسفير الملاصقة لسطح الأرض تتكون من غازات مختلفة مثل «النيتروجين» الذي يشكل ما نسبته 78 % من هذه الطبقة و « الأوكسجين « ويشكل ما نسبته 22 % وبخار الماء وثاني أكسيد الكربون والهليوم والكبريت والإيدروجين بنسبة قليلة جدا.
إن الموجات الصوتية التي تنطلق من حناجرنا وكذلك الأصوات التي تطلقها الحيوانات والطيور وكل الموجات الصوتية التي تنتج عن أي اهتزازات مثل صوت الأشجار ودوي الانفجار واصطدام الكتل بعضها ببعض مثل انهيارات التربة وغيرها كلها أصوات تنتج عن اهتزازات ينقلها الهواء في هذه الطبقة فنسمعها بآذاننا التي صممها الخالق عز وجل لهذه الغاية، أي أن هذه الموجات ترتد من الهواء من مكان لآخر وهو ارتداد ورجع يحدث نتيجة وجود الهواء.
إن رواد الفضاء عندما يرتادون الفضاء ويتجاوزون الغلاف الغازي الأرضي فإنهم لا يسمعون بعضهم ويتصلون مع بعضهم البعض بالأجهزة اللاسلكية التي تعمل بموجات راديوية خاصة. التاريخ : 25-07-2012
أسرار الاعجاز العلمي في القرآن الكريم .. والسماء ذات الرجع