اسرار الاعجاز العلمي في ديننا الحنيف : القرآن الكريم يشرح نظرية نشوء الكون
كاتب الموضوع
رسالة
عمار عضو برونزى
عدد المساهمات : 156 التقييم : 2 تاريخ التسجيل : 20/07/2012
موضوع: اسرار الاعجاز العلمي في ديننا الحنيف : القرآن الكريم يشرح نظرية نشوء الكون الأربعاء أغسطس 15, 2012 7:40 am
منذ قديم الزمان والإنسان يتشوق لمعرفة الكيفية التي خلق بها الكون، وكثيرا ما يطرح الإنسان على نفسه سؤالا فطريا حول منشأ الكون مثل من أين نشأت مادة الكون ؟ وكيف نشأ؟ ومتى؟ هذه الأسئلة كانت مدار اهتمام الفلاسفة الذين حاولوا الإجابة على هذه الأسئلة دون جدوى حتى مجيء القرن العشرين الذي تمكن علماء الفيزياء خلاله أن يتوصلوا إلى حقيقة نشوء الكون، والتي كان القران الكريم قد أشار إلى ما توصل إليه العلماء قبل 14 قرنا من الزمان، كيف لا والقران جاء من خالق الكون نفسه الذي يعلم كل شيء؟.
تذكرني قصة خلق الكون بالقصة التي حدثت مع القس الايرلندي (جيمس اشر) عندما كان يتحدث عن اللاهوت لطلابه، حيث قال عن نشأة الكون:إن الله خلق الأرض والكون والجنة في الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الأحد الموافق 23 تشرين أول من عام 4004 قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وعندما انتهى اشر من حديثه وجه له أحد الطلاب سؤالا قال فيه: وماذا كان يفعل ربنا قبل أن يخلق الكون؟، فرد عليه القس اشر غاضبا (كان يخلق الجحيم من اجل من يسال مثل هذا السؤال أمثالك!).
ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من النظريات التي حاولت تفسير نشوء الكون، إلا أن أكثر النظريات اهتماما من قبل علماء الفلك وعلماء الفيزياء هي نظرية (الانفجار الأعظم) Big Bang التي وضعها الفلكي البلجيكي (إدوارد لاميتير) ثم عدل عليها الفيزيائي الروسي المولد والأمريكي الجنسية (جورج جامو) وأعلن عن هذه النظرية رسميا عام 1936م.
بين جامو في نظرية الانفجار العظيم التي تسمى أيضا الضربة الكبرى أو الفرقعة الكبرى أن الكون تشكل قبل حوالي 15 – 20 بليون سنة، وكان حينها على شكل كتلة سحابية بدائية لا متناهية في الكثافة والحرارة سماها(البيضة الكونية) Cosmic Egg.
كانت البيضة الكونية مؤلفة من جسيمات أولية مثل البروتونات والإلكترونات والنيوترونات والنيوترينو، وكان كل جسيم من هذه الجسيمات منفردا أي لم تكن الذرات التي نعرفها في المادة الحالية للكون قد تشكلت بعد بسبب الكثافة والحرارة اللامتناهية للمادة الأولية للكون، الأمر الذي حال دون اتحاد البروتونات مع النيوترونات لتشكيل نواة الذرة، بل كان يفني أحدهما الآخر على شكل طاقة عالية،حتى أن النيوترينو الذي يستطيع أن يخترق الشمس من أحد أطرافها إلى الطرف الآخر مارا بمركزها بسهولة وبدون أي عائق لم يكن بإمكانه من تغيير مكانه بسبب الكثافة الهائلة للبيضة الكونية، كما أن درجة الحرارة فيها مرتفعة جدا بحيث لا يمكن التعبير عنها.
وهنا نطرح السؤال نفسه الذي طرحه أحد التلاميذ على الراهب اشر، ما الذي كان قبل البيضة الكونية ؟ ومن أين أتت البيضة الكونية أصلا ؟ الحقيقة أن الفيزياء الحديثة رغم روعتها وتقدمها الهائل إلا أنها لا تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة،كما أن الفيزياء الحديثة لا يمكنها أن تعرف ما الذي حصل عند الزمن صفر من عمر الكون كما يقول الفيزيائي الشهير(ستيفن وينبرغ) في كتابة (الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون) ويقول فيه انه لا يمكن الحديث عن اصل حالة الكون قبل جزء من مائة جزء من الثانية من نشوءه.
ثم تعرضت البيضة الكونية لانفجار عنيف ومدوي، ولا نعرف ما هو سبب الانفجار، لكن كل الأرصاد الفلكية للكون تؤكد انه حصل، وأدى الانفجار العظيم في البيضة الكونية إلى ابتعاد الجسيمات الأولية عن بعضها البعض بحيث ملأت الفضاء كله، ورافق هذا الانفجار شعاع من الضوء على شكل فوتونات ملأت الكون كله أيضا، وذلك حسبما تنبأ جورج جامو في نظريته.
إننا لا نعلم ما الذي حصل بالضبط عند النقطة الزمنية صفر من عمر الكون، كما أننا لا نعلم شيئا عن الظروف التي كانت سائدة قبل الانفجار العظيم أو من أين أتت البيضة الكونية فنحن نتساءل: من الذي أوجد البيضة الكونية من العدم ؟ كما أن العلم الحديث غير قادر على وضع تفسير يبين الأسباب التي أدت إلى انفجار البيضة الكونية، واعتقد أن هذا أمر منطقي تماما إذ أن الفيزياء تعتمد على أربعة عناصر في الدراسة والبحث، وهذه العناصر هي المادة والطاقة والزمان والمكان،فإذا لم توجد هذه العناصر الأربعة فان الفيزياء لا يكون لها وجود حينئذ،وهنا لا يسعنا سوى قول الحقيقة وهي أن الله خالق الكون هو الذي قدر أن تقع هذه الأحداث وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة الخالق ووجوده عز وجل، وقوته عز وجل قوة عظيمة جدا شاءت أن تكون بداية الكون بهذه الطريقة الرائعة ومن العدم، وفي هذا يقول تعالى عز وجل في الآية 51 من سورة الكهف ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) كما بين الله تعالى قدرته على خلق المادة والكون من العدم في العديد من الآيات منها قوله تعالى في الآية 82 من سورة ياسين إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).
كما تؤكد هذه النظرية على أن الكون ليس أزليا وإنما كانت له بداية، فلو أن الكون أزلي فلا بد حينئذ من أن نعرف فيزيائيا الأحداث التي سبقت الانفجار العظيم! وكانت هذه النظرية العلمية تشكل تحديا كبيرا أمام الملحدين والفلاسفة الذين كانوا يعتبرون أن المادة موجودة منذ الأزل وانه ليس لهذا الكون بداية أو نهاية. فتبارك الله احسن الخالقين. التاريخ : 15-08-2012
اسرار الاعجاز العلمي في ديننا الحنيف : القرآن الكريم يشرح نظرية نشوء الكون