ذاكرة عرفات هي ذاكرة شعب باكمله !!!/ بقلم يحيى رباح
كاتب الموضوع
رسالة
المدير العام مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 336 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 29/05/2012
موضوع: ذاكرة عرفات هي ذاكرة شعب باكمله !!!/ بقلم يحيى رباح الأحد نوفمبر 10, 2013 4:37 pm
دائما تتعرض حركة حماس الى الاختبار ، ودائما تسقط في هذا الاختبار !!! وهذا هو حالها عندما رفضت بنوع من التشنج المبالغ فيه، السماح لشعبنا في قطاع غزة القيام بفعاليات جماهرية واسعة لإحياء الذكرى التاسعة لإستشهاد القائد و الرمز التاريخي ياسر عرفات التي تحل يوم الإثنين القادم الحادي عشر من هذا الشهر.
ماذا يعني رفض حماس؟؟؟
أنه يعني أولاً أن حركة حماس تزداد خروجاً لا عودة منه من نسيج الشعب الفلسطيني، من آماله و آلامه، من فرحه و وجعه، و أنها تظل مقصية هناك وراء رهانات الآخرين الذين اختارتهم بديلاً عن الشعب الفلسطيني، و بعيداً عن الجرح الفلسطيني المقدس و بعيداً عن الفرح الفلسطيني القادم، و أنها اختارت لنفسها أن تلعب الدور المفجع بدل أن تكون جزءاً من الحضور المبهر!!! و أن قيادة حركة حماس منذ الانقلاب حتى الآن تفقد فعالياتها و مسلماتها و بديهياتها لصالح رهانات وهمية جرت على شعبنا المزيد من الويلات، و شيطنت صورة قطاع غزة لدى الرأي العام المصري الشقيق، و جعلت قرابة مليوني مواطن فلسطيني يعانون الأمرين بسبب هذه الرهانات الفاشلة.
على مستوى آخر:
فإنه لا أحد مقتنع بالأسباب التي تسوقها حركة حماس لقرارها بعدم السماح بإحياء فعاليات جماهيرية في ذكرى استشهاد ياسر عرفات، و خاصة تلك الأسباب و الذرايئع الأمنية ، و لدي مثال صارخ على عقم تلك الذرائع، و هو احتفالات فتح و شعبها الفلسطيني بالذكرى الثامنة و الأربعين لإنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، فقد رأى العالم احتشاد مليون و مائتي ألف فلسطيني في الرابع من يناير مطلع هذه السنة، احتفلوا بشكل مبهر بذكرى الإنطلاقة، دون أن يحدث خلل أمني صغير أو عابر!!! و بالتالي فإن الأعذار الأمنية التي تطلقها حماس لا معنى لها على الإطلاق.
لو أن حماس تؤمن بالشعب الفلسطيني لما خافت منه، و لما قبلت أن تخرج شيئاً فشيئاً من نسيجه، و لما رضيت أن تخرج من أفراحه و أحزانه و تبقى وحيدة مرتجفة في صحراء قاحلة من الأوهام المحروقة!!! مع أننا منذ الانتخابات في مطلع 2006 و نحن نمد أيدينا لحماس و نقول لها أنه لا جبل يحميها من الطوفان سوى الجبل الفلسطيني، و الإنتماء الفلسطيني، و المشروع الوطني الفلسطيني، و لكنها أبت، و استنكرت، و أخذتها العزة بالإثم، فكان أن أصبح وضعها على النحو الذي نراه الآن، ترتجف من كل جرة حبل، فتمارس العنف و الكراهية و السلوك الشاذ، فيزيدها ذلك عزلة و انكفاء و عداوة مع شعبها الفلسطيني.
ياسر عرفات له شعبه الذي يخلد ذكراه، فلن تستطيع حماس أن تدخل في قلب كل فلسطيني في قطاع غزة لتطفئ نور المحبة و روعة الانتماء!!! و لن تستطيع حماس أن تحيط بالفلسطينيين على امتداد و طنهم التاريخي فلسطين و في شتاتهم الواسع، لكي تجمد في مآقيهم الدموع في ذكرى استشهاد عرفات، أو تطفئ في قلوبهم الفرح بقيامتهم المستمرة.
و احسرتاه على حماس، خرجت من نسيج الشعب، ظلت هناك في الهاليز المظلمة، تأتيها أوامر المتآمرين و الأعداء الحاقدين، محرومة حتى من روعة الفرح الجماعي و من قداسة الحزن الجماعي لشعب كامل يملؤه الإيمان بوطنه الذي اسمه فلسطين.
ذاكرة عرفات هي ذاكرة شعب باكمله !!!/ بقلم يحيى رباح