المدارس غاب العِقاب .. فتمادى الطلاب

تعود الطفلة « يارا» من مدرستها، بعد ان امضت اليوم الدراسي في البكاء، وعندما تسألها امها عن سبب البكاء تذكر اسباباً غير السبب الاساس، يارا خالد هي طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات الا انها بعد ذلك اليوم الذي بكت فيه كثيراً، لم تستطع العودة الى المدرسة رغم ان والديها بذلا جهدا كبيرا في اقناعها بالعودة، الا ان محاولاتهما باءت بالفشل.

تقول ام يارا وهي تصف حالة ابنتها: «لقد عرفت بعد مضي اربع ايام، ما الذي حدث لابنتي يارا، لقد اخبرتني ونحن نتناول طعام الغداء، بأن المعلمة كانت تضربها على رأسها، وانها كانت تستخدم القلم لضربها على يدها واحياناً قلمين، ان ابنتي لم تتجاوز الثامنة فما الخطأ الفادح الذي ارتكبته لكي تضربها المعلمة، وهل المعلمة مخولة بأن تضرب الطالبات!».

الضرب والاحترام

قصة الطفلة يارا كقصة العديد من الاطفال، «يارا» تحدثت عن قصتها بعد اربع ايام وهنالك من الاطفال لا يتحدثون ابداً، يقول محمد يوسف وهو اب لثلاثة ابناء :» انني مع الضرب الخفيف للطلبة فهنالك طلبة يستحقون التأديب، وبعدما عرف الطلبة ان الضرب ممنوع ترتب على هذه المعرفة آثارا كثيرة، من بينها عدم احترام المدرس، فهنالك رابط بين الخوف والاحترام، في القديم كنا نحترم المعلم كثيراً، اما الان فالطلبة لا يشعرون بان علاقتهم مع المعلم او المعلمة يجب ان تبنى على الاحترام وهذا يزيد من المشاكل».

يخبرنا يوسف :» يجب ان يكون هنالك عقاب، ولكنه لا يؤذي الا انه يردع عن الاستمرار بالخطأ والا لن يصبح هنالك احترام للعملية التعليمية، لي ثلاثة ابناء في المدرسة وكما تعلمون فإن الابناء يظلون اكثر مشاكسة من الفتيات، ويجب ان يشترك المعلم في عملية ضبط وتعليم الطالب اهمية احترام من حوله سواء أكان معلماً ام اناساً عاديين، لان ما يتعلمه في المدرسة يبقى معه طوال عمره».

يصف الطالب ايهاب محاسنة تجربته مع المدرسة والمعلمين بأنها تجربة يجب ان تكون قائمة على الاحترام والا لن يتم الاستفادة مما يقدم بها من منهاج، يقول محاسنة: «الشباب في المدرسة مزعجون جدا، واغلبهم لا يريدون ان يتعلموا بقدر ان يمضوا وقتا في المدرسة، وبالتالي يجب ان يكون هنالك آلية للردع لان عدم وجود آلية محددة ومقنعة للطلاب ستجعلهم يستهينون بمكانة المعلم ولا يخافون من القيام باعمال مزعجة تعطل سير العملية التعليمية».

مجلس ضبط مدرسي

مدير مدرسة احمد طوقان الشاملة للبنين، صالح العمري يقول: «ظاهرة الضرب انتهت لدينا في المدرسة بنسبة تقارب 99.9%، المعلم حتى يعاقب الطالب يجب الا يستخدم يده او اي وسيلة اخرى، لان المعلم حين يعاقب الطالب جسدياً فانه سيخلق في نفسه الكثير من المشاكل النفسية، وبعض الطلبة ان تم ضربهم سيتحدون المعلم ويزيدون المشاكل بدلاً من التقليل منها».

ويضيف صالح العمري: «اذا قام المعلم بضرب طالب فان المدرسة تقوم بارسال كتاب الى وزارة التربية والتعليم من اجل متابعته، اما اذا صدر عن الطالب سلوك مزعج فهنالك مجلس ضبط مدرسي يقوم بتقديم انذار للطالب وهنالك سلسلة من العقوبات وقد تصل العقوبات الى نقل تأديبي للطالب من مدرسته الى ايقاف الطالب عن التعليم لمدة سنتين، وهذه العقوبات افضل من العقوبات البدنية لانها تؤثر على سير حياته وتعطلها وبالتالي يأخذ بالاعتبار نتائج السلوك الذي سيصدر عنه».

الضرب لا يعالج

الاخصائية النفسية رانية الحاج علي تقول: «لا يعد الضرب وسيلة صحيحة لمعالجة امر خاطئ، قد يكون الضرب اداة مؤقتة لعلاج مشكلة عابرة، الا ان الضرب قد تقطف نتائجه في اعادة السلوك دون الاهتمام بانه سيعاد فعل الضرب، الانسان في طبيعته يرفض الضرب لان لديه عقلا يستطيع ان يفهم من خلاله، وبالتالي من انجع الطرق هو التحاور مع الشخص المخطئ واخباره ان هذا السلوك مضر ولا يجوز تكراره». وتضيف الحاج علي: «احذر الإساءة الى الطلاب بالضرب وخصوصاً كأن يضرب على الوجه أو الرأس أو الضرب بالعصا والحزام والأسلاك، أو الإمساك به وضربه في الجدار، وكل هذه الأساليب وغيرها تترتب عليها آثار سيئة خطيرة، فقد تترك أثارًا جسدية وكدمات، أو بعض الكسور التي قد تحدث نتيجة لارتطام الطالب بالجدار أو الأرض، ناهيك عن الأضرار النفسية التي تحدث نتيجة لهذا الضرب غير الموجه، وهذا ينافي الغرض الذي من أجله شرع الضرب في الإسلام، ويتحول بذلك إلى سلبيات وتبعات وأضرار حذر منها الإسلام ورفضها، فجدير بالمعلمين أن يراعوا تلك الآداب الإسلامية عند تأديب أولادهم ولا يتجاوزوها، وليعلموا أن فيها الخير والفلاح لهم إن هم التزموا بها وطبقوها».
التاريخ : 15-10-2012

» الرئيس محمود عباس يؤكد دعمه لتحفيظ القرآن الكريم في المدارس والجامعات