عدد المساهمات : 156 التقييم : 2 تاريخ التسجيل : 20/07/2012
موضوع: نهاية أيلول الخريف يغير مزاج الناس الإثنين سبتمبر 24, 2012 5:45 pm
«ايلول طرفه بالشتا مبلول»، احدى مقولات الكبار والقدامى التي ما زالت ترافق هذا الشهر المختلف والذي يقترن ذكره بالورق الاصفر وحبات الندى الصباحي تسارع في نضوج حبات التين والعنب والرمان وتخالج النفس على ساعة نوم اضافية.
تقول فيروز في وصف ايلول: («ورئو الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك/ ورئو ذهب مشغول ذكرني فيك/ رجع أيلول وانت بعيد بغيمه حزينة قمرها وحيد/ بصير يبكيني شتي أيلول تأبك عليك يا حبيبي/ ليالي شتي أيلول تشبه عنيي عنيي/ يا ريت الريح إذا انت نسيت حبيبي بأول الخريف وما جيت/ ينساها الحور وقمرها يغيب وليلا يطول/ ونبقى حبيبي غريبة وغريب أنا وأيلول»).
مع الناس طقوس ايلول حيث شهدنا اول من امس الاعتدال الخريفي، ولكن لسان حال الناس لازال يقول الصيف باق اذ ان الحرارة لازالت مرتفعة في ساعات الظهيرة وان كانت النسمات الرقيقة و»البراد» هي الابرز في ساعات المساء والليل والصباح الباكر. البعض يحب ايلول والبعض يرى فيه «رحيلا»، ولكن وكما الشهور والايام الاخرى لـ «ايلول» طقوس.
في ايلول .. صيد الغيوم
يقول الخمسيني ناجي ابو رياض انه يفضل الاستيقاظ مبكرا في شهر ايلول مؤكدا ان مطالعة الغيوم صباحا هي من اجمل اللوحات التي قد تغني النظر وتسر النفس. ابو رياض يحوم في هذه الساعات الباكرة متفقدا مزروعاته من العنب والتين يختار حبات تشكل افطاره الصباحي وعائلته وحتى الجيران، ويترك البقية لتصل مرحلة النضج والاستيواء لبقية ايام تأتي.
وعن شتاء ايلول يقول ابو رياض من الاشياء التي ننتظرها بفارغ الصبر في ايلول هي حبات المطر التي تغسل الثمر، وتغني موسم الزيتون. وعاد ابو رياض بذاكرته الى الستنيات حيث كان واهله والناس جميعا يستبشرون بموسم وفير للزيتون اذا ما هلت امطار ايلول.
مبلول .. دموع في وداع الصيف
تقول مريم سامي ان الحراك الذي يشهده ايلول ومنه العودة الى المدارس والجامعات وانتهاء موسم الاجازات الصيفية وحتى الخروج شبه اليومي من المنازل طلبا للسمر والسهر، اضافة الى عودة المغتربين الى بلاد الاغتراب، امور تجعل من ايلول شهرا مختلفا بل ونقلة من حال الى حال.
وتضيف الصورة بمجملها تشكل دموع ايلول فلا خروج ولا سهر وحتى غياب الاحباب في بلاد الاغتراب هي امور ترسم في مجملها كآبة ايلول وتميزه عن باقي شهور العام.
«موّن عيالك وشيل الهم من بالك»
وكلٌ يغني على ليلاه، وها هن نسوة سارعن في ايلول حيث يعتبر شهر المونة الخريفي بتحضير المكدوس او «المقدوس» تلك الأكلة الاكثر طلبا في ليل الشتاء بامتياز.
البعض اعتاد ومنذ زمن على الاكتفاء الذاتي داخل المنزل عبر المونة التي لا تتوقف على مدار العام، ومنها مونة شهر ايلول فلكل صنف موسمه الخاص في الصيف مثلاً تمون المخللات والمربى والفاصولياء والبامية وغيرها وفي الشتاء أنواع أخرى وبهذه الميزة كانت الأسر تصمد لشهور عندما تحل بها الأزمات.
وعن مونة الخريف تحديدا قالت السيدة مريم مصطفى: انها تركز في هذا الشهر على كبس المكدوس والفليفلة لتكون وجبة شهية ومتوفرة على مائدة الاسرة حتى قرب موسمها في السنة القادمة.
وعن طقوس التخزين قالت: انها تبدأ بمرحلة شراء المنتج الافضل، تليه عملية السلق والحشي ومن ثم تصفى مياهه ويترك لفترة حتى يجف قليلا ثم يعبأ بأوعية زجاجية خاصة يضاف اليها الزيت البلدي، وترفع على رفوف المطبخ وتستهلك واحدة تلو الأخرى.
مصطفى أكدت انها تخزن المكدوس بكميات كبيرة والسبب ان المغتربين خارج البلاد يطلبون المكدوس من الأهل والأقارب في الاردن.
موسم المكدوس يرفع بلا شك في هذه الأيام أسعار الباذنجان والفليفلة والجوز والثوم هذا ما اكده «علي الكيالي» صاحب محل لبيع الخضار والفاكهة في الزرقاء.
كيالي أكد زيادة الطلب على هذه الاصناف في شهر ايلول تحديدا، وقال: ان المرحلة المقبلة هي مرحلة خزن وكبس ثمار الزيتون اذ تنشط عملية قطف الثمار حال سقوط مطر ايلول.
البعض لا يحب ايلول
رغم الامثال والاغاني التي تناولت شهر ايلول الا ان بعض الناس لا يحبونه، بل وكما قالت العشرينية «لمياء فياض» فان الكآبة والذبول وتعكر الأمزجة وتغيير الطباع هي ابرز ظواهر هذا الشهر. ومن وجهة نظرها فانها تعتبر ايلول شهرا لا يمثل الجمال مقارنة بالربيع والشتاء وحتى الصيف «ابو البهجة والالوان».
البعض الاخر ممن لا يحبون ايلول ربطوه باحداث سياسية واخرى اجتماعية، ولكن يبقى حبنا لايلول فيه امل بحبات تروي الارض وتثري الزرع وتنعش النفوس. التاريخ : 24-09-2012