عدد المساهمات : 60 التقييم : 1 تاريخ التسجيل : 03/03/2013
موضوع: "الحسد" .."أبو الشرور" الذي ينغص الحياة !! الأحد مارس 03, 2013 6:56 pm
رام الله - دوت كوم -حنين عابدين- مثل كثيرين، تتهم المواطنة "أم رمزي" المؤرقة بمشكلاتها مع زوجها و بالأمراض المتتالية التي تصيب أولادها منذ أقامت بمنزل باذخ – تتهم "الحسد"، غير أنها لم تهتد إلى وسيلة لدرء مخاوفها من أن يطال بالسوء أشياء اخرى جميلة في حياتها...
"أم رمزي" التي يزيد عمرها على 52 عاما، كانت أحالت مخاوفها حيال المشكلات المتنوعة التي اجتاحت حياة العائلة منذ انتقلت إلى المنزل الجديد ( قبل أن يصبح الحسد متهما وحيدا ) إلى نوع من السحر أعدته، بغرض التنغيص على حياتها، "امرأة ما" تكيد لها، إلى أن اضطرت ( استنادا إلى نصيحة من إحدى الصديقات ) إلى دعوة أحد "الشيوخ" إلى المنزل، حيث أخبرها الأخير أن عائلتها "مصابة بعين حاسدة"؛ ما يستلزم، بحسب النصيحة التي أسداها لها، قراءة "سورة الفلق" 3 مرات فجرا و ثلاث أخرى عند حلول المساء .
مع أن الاعتقاد السائد لدى الكثير من الناس، عن أن مشاعر الحسد تنطوي على "قدرات تدميرية" تكون سببا في حدوث الأمراض و المشكلات المتنوعة ( كأن يمنى تاجر معروف بنجاحاته، فجأة، بخسارة باهظة ) لا تسنده أي حقائق علمية، إلا أنه لا يزال يحظى برواج تصعب مواجهته، بما في ذلك لدى أوساط اجتماعية متعلمة، بينما تؤكد المتخصصة في علم النفس اعتدال الجريري، أن تلك المشاعر، ترتبط عادة بالغيرة السلبية، سيما لدى النساء و بصرف النظر عن المستوى التعليمي ، كأن تصاب امرأة بالأرق لمجرد أن جارتها تحظى بحب كبير من زوجها ، أو لأن إحدى زميلاتها في العمل تتفوق عليها أو أجمل منها ، حتى أن بعض النساء يتلبسهن الحسد، أحيانا، حيال جارات يتصفن بالمهارة في الأعمال المنزلية !
مشاعر الحسد التي قد تنتاب أشخاصا من الجنسين ومن مختلف الأعمار، بما في ذلك لأسباب واهية، تحتل مكانة مذمومة في كل الثقافات البشرية، فيما خصتها الأديان بهجاء صريح، حد أن الدين الإسلامي – مثلا – حذر من شر الحسد و أمر بالتعوذ منه، باعتباره صفة شيطانية، بينما تمازجت مواقف الثقافات الشعبوية المختلفة حيال "الحسد" حد أنها تقاطعت في ترسيخ أمثلة و رموز معينة تجتهد في تفسيره أو مكافحته، كالاعتقاد بأن إبليس هو أول الكائنات المخلوقة التي اتصفت بالحسد؛ حينما حسد "آدم" عندما أمر الله الملائكة بالسجود له .. أو في تكريس "العين" كأداة للحسد، لدرجة أن الجملة القصيرة "يخزي العين عن فلان" هي أكثر المقولات شيوعا للتعوذ منه و لدرء "شروره" .
في الإطار، قال مدير عام دائرة البحوث في دار الإفتاء الفلسطينية الشيخ محمد سعيد صلاح لـ دوت كوم ، أن الحسد مثل النار؛ فهي إن لم تجد ما تأكله تأكل صاحبها، مشيرا إلى أن أفضل وسيلة للإقلاع عنه من قبل من يستشعرونه حيال الآخرين، "تتمثل في الإيمان بأن الأرزاق متفاوتة وأن الله يرزق من يشاء ويمسك رزقه عمن يشاء"، فيما الوسائل لدرء شروره – كما قال - "أن يحصن الإنسان نفسه بالأدعية من الحسد والغيرة"، وأيضا بقراءة "الفاتحة" و "الإخلاص " و "المعوذتين" و "آية الكرسي" ، إضافة إلى قراءة الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من ذلك أن يقول : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامَّـة )..