الفلسطينيون يغرقون في الاقساط الشهرية وحياة المظاهر

الفلسطينيون يغرقون في الاقساط الشهرية وحياة المظاهر Uuoous10

فكرة الاقساط التي عبأت الاعلانات لتصل الى كل بيت وتقنعه بالشراء مهما كانت ظروفه مع الشعارات التي يرددونها بدون بنك بدون كفيل وبدون دفعة اولى، ليندفع المشتري نحو شراء الضروري وغير الضروري دون انتباه لخطر الاقساط المستقبلية .
السيد سامر الطويل المرشد التربوي يقول " لطالما حلمت في امتلاك سيارتي الخاصة ، ولكن كيف وانا لا املك نصف سعرها ، وبأول اعلان رأيته في جريدة الوسيط ابتعت سيارة على النظام البنكي ب 60 الف شيكل وبعد يومين تحديدا هبط سعر السيارة الى 40 الف شيكل جننت ولكن كنت اظن حينها انه حظي المنحوس ، ولكن مع الوقت اكتشفت ان هذا الامر يتكرر مع الكثير وكأنها خطة ممنهجة لسرقة مال الناس تماما مثل قصة ارتفاع الدولار عند تحصيل القروض ونزولها عند استلام القرض" .
اما سعاد علي موظفة في دائرة حكومية فكانت تحلم في امتلاك لاب توب تقول "عندما قرأت الاعلان لاب توب ب 4 شيكل فقط شعرت بإغراء شديد لامتلاكه وبعد ان اتصلت بهم علمت ان 4 شيكل عن كل يوم ولمدة 3 سنين أي انني سأدفع ضعف سعر الجهاز الحقيقي لو كان على نظام الكاش ومع ذلك اشتريته فلا طريقة اخرى لي لامتلاك هكذا جهاز الا بهذه الطريقة حتى لو كانت مجحفة " .
العسكري موسى احمد سعى وراء شراء جالاكسي s4، وطبعا على نظام الاقساط وبرغم انه حصل على جهاز تابليت مجانا كهدية الا انه مقتنع انه دفع سعرهما وزيادة فوقها 1000 شيكل يقول "ماذا ينقصني كي لا احمل جهازا مثل غيري، ليس الفكرة بالمظاهر ولكنها المظاهر اليوم اصبحت بحد ذاتها ضرورة، انا كره ان اشعر بانني اقل من غيري وهذه الاجهزة اصبحت منتشرة بين الايدي الفقيرة اكثر حتى من الايدي الغنية والله المستعان ".
تاجر المفروشات بشار البزره من نابلس يعلق "جميعنا نعرف ان فئة الاغنياء والمقتدرون على الشراء بنظام الكاش هم قليلون وجدا ، ولو ان التاجر سيعتمد في عمله فقط عليهم لافتقر واغلق عمله بسرعه كبيرة خاصة وان هؤلاء يفضلون الشراء عادة من خارج البلاد ، ونظام الاقساط نظام وبرأيي الشخصي عادل لأنه يمنح الفرصة للفقير بشراء ما يرغب وبنفس الوقت يزيد من مشتريات بالنسبة للتاجر ولو كان هناك فرق في السعر فيحتسب للمدة الزمنية التي حصل بها المشتري على بضاعته " .
ويضيف البزرة "الاصل في الاقساط ان تكون للأمور الضرورية كالفرش او الثلاجة او الغسالة او حتى شراء بيت او قطعة ارض ، اما ما يظهر الان في السوق فالجميع يركض وراء الكماليات من اجهزة اتصالات ايفون ، جالاكسي ، ايباد ، لا بتوب ، كاميرات مع انني اعلم تماما انا اغلب من يشتري هذه الاجهزة يصل لاخر الشهر ولا يوجد معه مال ليطعم نفسه".
تأكيدا على قول التاجر تعلّق هنادي عيسى ربة منزل قائلة " انا متزوجة منذ اربعة سنين ولا اذكر انني في يوم عشته بدون دين ، فزوجي اشترى السيارة على نظام البنكي وقبل ذلك البيت واليوم اشترى جهازي ايفون ايضا على نظام التقسيط واقول الحق انا قلقة جدا بشأن المستقبل ودائما ما تثار الخلافات بيني وبينه لانه يمر علينا اياما لا نجد فيها ما نأكل ، نحمل انفسنا ونذهب الى اهل احد فينا بحجة الزيارة ولكننا حقا لا نجد ما نأكله ، ومهما كان راتب زوجي يظل راتبا مجزءا الان الى اقساط ولا يبقى لنا في الشهر الا 300 شيكل لا تكفي حتى لتغطيه فواتير الماء والكهرباء " .
مثل بيت هنادي بيوت كثيرة ولا يكاد بيت يخلو من الدين وكما اجتاحت الوسيط البيوت اجتاحت معها الاقساط العقول لتضرب على وتر الرغبات في رفاهية كاذبة وبعد مرور وقت قصير يشعر المشتري بما جنى على نفسه ، اصبحت السيارات تملأ الشوارع وهناك من يملك افخم السيارات ولكنه لا يملك مالا ليعبئها بالبنزين ، وهناك من يحمل احدث الاجهزة الذكية ولكن بدون رصيد ، وهناك من يبدو بيته كاللعبة كل ما فيه حديث وجميل ولكن ثلاجته فارغة ، نمط جديد دافعه الهرب من الفقر او نقص في الثقة او حتى الغيرة والمباهاة بغض النظر أي كان الا انه ينبؤ بكوارث حقيقية في المدى القريب .