تستنجد اروى سليمان وهي ام لطفلين، بأن زوجها طبيب مختص في الانف والاذن والحنجرة ولكن حين يمرض اطفالها لا تجد زوجها، ولا يساعدها على حل مشكلة اطفالها، وبالتالي فهي تستشيره احياناً عبر الهاتف، وتذهب الى عيادة الطبيب المجاورة الى منزلها، في حين ان زوجها يعمل بمشفى بعيد عن المنزل، وتقول سليمان: «لقد علقت امي على وضعي بعبارة واحدة وهي: باب النجار مخلع، لتضحك من جهة وتبين ما اعانيه من مشكلة.
تردف سليمان: «انني لا الوم زوجي لانه بعيد عني، فكيف لي ان اذهب مع اطفالي الى مشفى بعيده، وهنالك بعض الامراض التي لا تحتمل الانتظار وخاصة الامراض المرافقة لها ارتفاع الحرارة، ولكنني في نفسي اغضب كثيراً، لان زوجي يعالج المرضى الغريبين عنه، واطفالي يذهبون للمعالجة عند شخص غريب، زوجي دائما يخبرني انه لا يستطيع ان يترك الدوام و معظم ايامه يناوب في قسمه ولا ينام في المنزل لذلك فهذه مسؤولية تقع على عاتقي، ويجب ان اتدبر اموري بما يمليه عليّ ضميري».
الادوية نشتريها ولا نحصل عليها مجاناً
زوج السيدة نوال عبد الغني وهي ام لخمسة اطفال، يعمل في مجال الصيدلة وتقول عبد الغني: «يظن الكثيرون ان منزلي محشو بالادوية، الا انني فعلا احيانا لا اجد دواء لاعالج صداع رأسي، الزوج بالغالب ينشغل في عمله، ولا يخطر على باله ان عائلته تحتاج ادوية او بعض السلع التي يعمل فيها، ويعود للمنزل من اجل الراحة ورؤية اولاده، الا اذا اخبرناه عبر الهاتف او ذهبنا الى الصيدلية من اجل اخباره اننا نحتاج دواء معينا».
تبين عبد الغني ان الزوج في الغالب يعمل في قطاع خاص وبالتالي فشراء الادوية لا يكون مجانا بل يدفع من اجله، لذلك فان زوجي عندما يشتري دواء محددا فانه يشتريه من اجل ظرف محدد، ولكن الناس يظنون ان بيتنا يوجد به ادوية لكل الحالات، ولكننا مثلهم عندما نمرض نذهب الى الصيدلية لشراء الادوية.
لا وقت لدي
سامر الربضي وهو يعمل في مجال الالمنيوم، يقول :» انني اعمل في مجال الالمنيوم منذ سنوات طويلة، وكذلك اي مجال في المنزل يحتاج الى الالمنيوم فانني اهتم فيه و ارعاه، ولا اتخاذل عندما ارى شيئا يريد الاصلاح، الا ان اصلاح هذه الامور له امكانيات، وبحسب المعدات التي لدي استطيع ان احسن الامور واصلحها، وعائلتي اعتادت ان تعطل شيئا فانهم ينادونني من اجل اصلاحه، ولكن احياناً لا استطيع لعدة مسببات من بينها عدم معرفتي بالامر وعدم قدرتي على اصلاحه، بالاضافة الى التزامي بعملي والوقت الضيق الذي لدي».
يضيف الربضي:» ان لم استطع احيانا اصلاح شيء معين في مجال الالمنيوم، عائلتي تستغرب ويبدؤون بالسخرية، كوني لم استطع اصلاحه، الا ان الامر الذي لا يعرفونه، ان في كل مهنة يوجد ايضاً تخصصات فرعية، ومن يدرك انه لا يستطيع اصلاح موضوع معين، افضل من ان يحاول اصلاحه، ويعمل على تعطيله بشكل كامل، فالناس بطبيعتهم.. قدرات، الا انني باوقات فراغي احاول تعليم ابني الاكبر القليل من المهارات التي من المهم ان يعرفها، وبالتالي يساعدني في اصلاح امور المنزل واعتمد عليه بهذا الخصوص».
المنزل للراحة والاطمئنان على العائلة
الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي: اعتقد ان هذا المثل «باب النجار مخلع» ينطلق من عدم توفر الوقت لدى رب المنزل، والذي يكون مختص بأمر محدد دون غيره ووجود هذا الاب الذي يعرف علماً محدد ولا يعرفه من حوله يجعلهم يلجؤون له دون غيره، الا ان صاحب هذا الشأن بالاغلب ليس لديه وقت ليعود لمنزله
ويعمل به وخاصة الذين يعملون في قطاعات الحكومة والخاصة، اما الاشخاص الذين يعملون في الاعمال الحرة فمن الممكن ان يتوفر لهم وقت حتى يصلحوا منازلهم.
وتضيف الحاج علي: «من المزعج حقاً ان ترى والدك او من يعيشون معك بنفس المنزل يتقنون علماً محددا ولا تستطيع الاستفادة منهم، وتذهب الى اخصائي لا تعرفه حتى يصنع او يعالج لك ما تريد، الا انه في حقيقة الامر ان الوقت هو الذي يحصر صاحب اي مهنة بأن يفيد عائلته، لان المنزل لهم هو عبارة عن مكان للراحة والاطمئنان على الاسرة ولذا يعود من العمل منهكاً ويود ان يأخذ قسطا من الراحة ويطمئن على اسرته، وهنالك الكثير من الاسر من تذهب الى اخصائيين غير الوالد حتى تطلب منهم امرأ معينا».
التاريخ : 20-11-2012
