«الواجبات المدرسية» ..

يعاني العديد من الطلبة وأولياء أمورهم هموماً وضغوطاً مشتركة، وذلك نتيجة تراكم الواجبات والتمارين المدرسية اليومية المفروضة على الطلبة من قبل معلميهم، ولعل الفروض المدرسية اليومية التي تتمثل «بالنسخ، والأملاء، وحفظ الاناشيد، بالإضافة للوسائل التعليمية خصوصاً للمراحل والفئات العمرية الصغيرة اصبحت تشكل ارباكاً وعبئاً اضافياً عليهم، وتستنزف طاقات الطلبة وتتطلب منهم مضاعفة للجهد الذهني، الأمر الذي يعكس حجم الضغوطات والاعباء الإضافية علاوة على الاعباء المنزلية الاخرى الواقعة على اكتاف ربات الأسر وذلك بهدف متابعة الواجبات والانشطة المدرسية ومراقبة السير التعليمي لأبنائهم، أملاً منهم باستيعاب الدروس والواجبات المدرسية وتجاوزاً للإحراجات بين الطلبة نتيجة عدم القيام بواجباتهم.

ضغوطات يومية

وابدت مي محمود موظفة قطاع عام استياءها من اوراق الأعمال والواجبات التي ترسلها المدرسة لأبنائها الطلبة خصوصاً ذوي المراحل والصفوف الإبتدائية سواء كانت إملاء أو نسخ أو حفظ اناشيد أو غير ذلك، مؤكدة انها تعاني من ضيق الوقت لاسيما مع ظروف عملها التي تقتضي التأخر لما بعد «ترويحة» ابنائها من المدرسة، مبينةً أن أبناءها اعتادوا على تدريسهم ومتابعة فروضهم اليومية من خلالها، الأمر الذي يخلق ضغطاً كبيراً على عليها علاوة على الأعباء المنزلية اليومية الاخرى «كالتنظيف والطبخ وغير ذلك» راجيةًَ تنسيق الواجبات من قبل معلمات ومربيي الصفوف تلافياً لتداخلها أو تراكمها على الطلبة.

امتحانات .. ووسائل تعلمية

ربة الأسرة منال عبدالله، اشتكت من تراكم الواجبات المدرسية التي اصبحت تشكل عبئاً على الطلبة وذويهم، مبينةً أن معظم تلك الفروض المدرسية تشارك بها ابنها لمساعدته بإنجازها وانهائها، مضيفةً أن هناك نشاطات اضافية تقع على عاتق الطلبة وتستنزف من طاقاتهم، مبينة أنها تفاجأت بطلب معلمة المهني من ابنها وسيلة تعليمية « لحروف اللغة العربية»، مؤكدة أنها كانت بحاجة لتفرغ ووقت طويل لإنجازها وتخطيطها، علاوة على تداخلها مع الإمتحانات الشهرية المفروضة على الطلبة مما خلق توتراً وضغطاً كبيراً بهدف متابعة الفروض المدرسية، متمنية من ادارات المدراس مراعاة المراحل العمرية وعدم القاء اعباء اضافية عليهم وعلى ذويهم خصوصاً في فترة الامتحانات.

تنظيم الوقت

وعن تنظيم الوقت الدراسي بين اسعد شوشان موظف قطاع عام، انه يعتمد تنظيم الاوقات مع زوجته بالنسبة لأبنائه الطلبة، مؤكداً اهمية توفير الراحة للطالب وثم تأمين الوجبات الغذائية له وبعدها يتم الإستعداد للواجبات المدرسية وتحضير الفروض المطلوبة منهم، مثل «الإملاء، والنسخ، وحفظ الاناشيد وغيرها، مبيناً أنه على الرغم من متابعة واجبات ابنه الذي يدرس في الصف الأول الإبتدائي أولاً بأول إلا انه يلاحظ ان هناك تمارين وواجبات عديدة تتطلب مضاعفة الجهد الذهني على الطالب و ذويه الامر الذي قد يربك الطالب في حال عدم انهاء الواجب المطلوب منه ويحرجه أمام معلميه وزملائه.

جهد ذهني مضاعف

وقدمت سناء وحيد ربة اسرة، نصائح لربات الأسر من خلال تجربتها من ابنائها الثلاثة الطلبة لاسيما في الصفوف الإبتدائية الأولى، مؤكدةً ضرورة تنظيم جدول للأبناء والحصص الدراسية خلال الأسبوع بالإضافة دفتر ملاحظات يت تدوين الواجبات والفروض اليومية المطلوبة منهم بهدف ترتيب الأولويات من الأهم إلى الأقل أهمية، لافتة انها تعاني في بعض الاحيان من زخم الواجبات المدرسية اليومية وتراكمها ومضاعفة للجهد الذهني المطلوبة من ابنتها ريم ( كي جي 2 ) كالاملاء لمادة اللغة العربية خصوصاً مع صعوبة استيعابها السرعة في انجاز الفروض المدرسية والأمر الذي يتطلب الصبر «وطولة الروح» على حد قولها أملاً في تعدي الصعوبات والتحديات التي يواجهها الطلبة في مراحلهم الدراسية.

مراعاة المرحلة العمرية

الخبير التربوي الدكتور عودة عبدالجواد ابوسنينة استاذ المناهج و طرق التدريس في جامعة عمان العربية: عرف الواجبات المدرسية انها التدربيات والانشطة التي يكلف الطلبة القيام بها بعد دوامهم اليومي في المدرسة، مضيفاً أنها تلك الواجبات تستخدم لاغراض التعليم والتقويم معاً وكذلك تستعمل وسائل تعزيز لتعلم الطلبة وبواسطة الواجبات نستطيع ان نعرف مدى تحقق الاهداف، وبيان نقاط القوة والضعف لدى الطلاب وان التدربيات تعمل على نقل اثر التعلم الى مواقف غير المواقف الذي تعلم بها، مطالباً أن تكون الانشطة والتدربيات مخططة وغير عشوائية ومهدفة لاغراض تعليمية تعلمية وان تكون الواجبات مرتبطة باهداف الدرس ومحدداً ومكتوباً حتى يعرف الطلبة الهدف من وراء الواجب، ويجب ان يكون على قدر الاستطاعة ومراعياً المرحلة العمرية والصف بحيث لايكون كماً هائلا من المعرفة بحيث لايستطيع تنفيذ المطلوب منه.

احتمالية فقدان الهدف

وعن تحقيق الهدف المنشود بين ابوسنينة: أنه يجب ان تكون تحت اشراف المعلم في غرفة الصف والا فقد الواجب اهميته والهدف من ورائه، مضيفاً انه يجب ان لانثقل على الطالب بالواجبات بحيث يكون الكم على حساب الكيف ولايسطيع تنفيذه ويفقد الهدف من ورائه ويجب التركيز على المفاهيم الاساسيه وليس الفرعية مطالباً بالوقت ذاته بتنسيق المعلمين مع بعضهم بعضاً بحيث يكون الواجب معقولا وغير مرهق ويسهل تنفيذه ونحن لانريد ان نركز على الجانب المعرفي في بناء شخصية الطالب فقط بل على جميع جوانبه النفسية والجسميه والاجتماعية بحيث نتيح له المجال بان يلعب ويشاهد التلفزيون ويمارس انشطته على الحاسوب بحيث يلبى جميع حاجاته، وايجاد الفرد المتوازن في جميع جوانبه.

دور اولياء الأمور

وحول دور أولياء الأمور في هذا الجانب قال ابوسنينة: أنه ليس المطلوب من اولياء الامور ان يكونوا معلمين ومعلمات في البيوت لان ولى الامر ليس متخصصا في جميع مجالات المعرفة فعليهم ان يكونوا مراقبين ومتابعين لابنائهم وليس مشاركين لهم في واجباتهم والتدربيات المرتبطة بها ويجب ان تكون كمية الواجبات قليلة خصوصاً في المراحل العمرية والدراسية الصغيرة و حتى لاتكون المدرسة حلما مزعجا، متمنياً ايجاد آلية واضحة من وزارة التربية والتعليم اتجاه الواجبات والتدريبات والفروض المدرسية بحيث تقتصر في المدرسة فقط والقليل منها في المنزل.

التاريخ : 06-11-2012