قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آخر وصاياه وهو على فراش الموت مردداً هذه المقولة، وهذه الوصية الغالية: «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم».
ويقول فضيلة الشيخ محمد حسان محذراً إن تارك الصلاة عدو الله يأكل رزق الله وهو مضيع لفروض الله جل وعلا. وكان بالبيت الذي يؤويه وبالمنـزل الذي يعيش فيه، من ينادي عليه بلسان الحال إذا ما خرج كل يوم وكل صباح، يقول له: اخرج يا عدو الله، لا صحبك الله في سفرك ولا خلفك الله في أثرك، ولا ردك الله إلى أهلك، ولا إلى أولادك سالماً غانماً. يا تارك الصلاة، ويا مضيع الصلاة، أعلم بأنك على خطر عظيم، ولو مت على ذلك لمت على الكفر والعياذ بالله ،الصلاة عماد الدين وقبول الصيام يستلزم قبولها، فكيف يستسيغ أناس التفريط في الصلوات الواجبة وتضييعها، بينما يصومون في اليوم نفسه، وهم يعلمون أن الحفاظ على الصلوات في أوقاتها أوجب وأوكد في الإسلام. قال صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».
ويؤكد الشيخ محمد حسان: «ان لله عبادا فطناً.. طلقوا الدنيا، وخافوا الفتن.. نظروا فيها فلما علموا إنها ليست لحى وطناً جعلوها نجاة.. واتخذوا صالح الأعمال سفناً»، ومن يقصروا فى صلاتهم هم أشخاص لاهية قلوبهم، فيقول الله تعالي فى كتابه الكريم « خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً» وسنجد هنا فريقين، فريقا إذا ما تليت عليه آيات الرحمن خر ساجداً باكياً لله جل وعلا، وفريقا اتبع هواه وجرى وراء شيطانه، فاتبع الشهوات وأضاع الصلوات، وهؤلاء ينطبق عليهم ما رواه الإمام الترمذى، وغيره.. بسند صحيح من حديث عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رغم أنف رجل (أي رجل ذل وهان) دخل عليه رمضان ثم انخلع قبل أن يغفر له «ما هذا الهوان فيا باغى الشر أقصر؟ فكيف تنام ولا تصلي الفجر فى جماعة؟، ولماذا تترك صلاة الظهر؟، وقد تنام ولا تصلي العصر، أو تظل نائما حتى يؤذن المغرب، وكل هذا التقاعس لأن النفس أمارة بالسوء، فإن نفسه جعلته مطية للشبهات فأغرقتهم فى بحور الشبهات، قال الله تعالى «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها»، فما أشقى هؤلاء، وما أشقى من تغافل عن دائه وأعرض عن دوائه ولم يسع فى شفائه فظل فى ضنكه وشقائه وبلائه.
ومن ضرورة عدم التقصير فى الصلاة فى الشهر الكريم، فالتارك لها كافر خارج عن ملة الإسلام، والكافر لا يقبل الله منه صياماً، ولا صدقة، ولا حجاً ولا غيرها من الأعمال الصالحة لقول الله تعالى: «وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون» (سورة التوبة)، كما ينبغي للمسلم أن يراعى عند صلاته فى المسجد عدم الانصراف قبل الإمام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة»، وإن من تمام الإيمان والاحتساب في الصيام الحرص على القيام، وعدم التضجر منه أو التشاغل عنه في رمضان، خاصة فى وقتنا هذا، حيث كثرت أسباب الفتنة وأصبحت قنوات عدة تتفنن في عرض البرامج المغرية والأفلام والمسلسلات اللاهية عن طاعة الله تعالى.
التاريخ : 29-07-2012